كيف تتصدر أرامكو السعودية التحول إلى تكنولوجيات الطاقة المتطورة، والذكاء الاصطناعي، والحلول المستدامة
[ الأعمال ]
تاريخ
6 أكتوبر 2024
مدة القراءة
قراءة تستغرق 4 دق
مشاركة المنشور
[ الأعمال ]
تتصدر شركة أرامكو السعودية، التي لطالما اشتهرت بكونها رمزًا للهيمنة في صناعة النفط والغاز، طليعة التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر؛ حيث ارتقت الشركة إلى الصدارة في مجال تكنولوجيا الطاقة، والحلول الرقمية، والاستدامة تماشيًا مع رؤية 2030. كما تقوم أرامكو السعودية بدورٍ محوري في إعادة صياغة الاقتصاد الوطني عبر دمج تقنيات الطاقة المتطورة وتحفيز الابتكار في عدة مجالات: بدءًا من التنقيب عن النفط وحتى تطبيق الحلول الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
أخذت أرامكو السعودية زمام المبادرة بتبني تقنياتٍ رائدة لتحسين كفاءة الطاقة وضمان استدامتها. ومن الأمثلة على أبرز هذه التقنيات المسوحات الزلزالية رباعية الأبعاد، التي تُتيح تصويرًا فوريًا للخَزانات تحت الأرض، مما يساهم في تعزيز دقة إنتاج النفط وتقليل الهدر. بالإضافة إلى ذلك، وجهت الشركة استثمارًا ضخمًا في تقنيات التقاط وتخزين الكربون (CCS)؛ حيث يُعد مشروعها التجريبي في هذا المجال في منطقة العثمانية نموذجًا عالميًا لإدارة الكربون، وذلك لدورهِ في مواجهة تغير المناخ وتحسين استغلال الموارد.
شهد عام 2024 توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل موسع في جميع أنشطة أرامكو السعودية، بما في ذلك التنقيب عن النفط وإنتاجه، إلى جانب مبادرات الاستدامة. بالنسبة للتحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فهي تُمكن الشركة من توقع الأعطال في المعدات وتحسين عمليات الصيانة، الأمر الذي يعتبر مهمًا لتجنب تعطل سير العمل الذي تترتب عليه خسائر مالية. أما حقول النفط الذكية، فهي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة البيانات في الوقت الفعلي، مما يُتيح تحكمًا أَفضل بمُعدلات استخراج النفط ويُقلل من الأضرار البيئية. ومن جهة أخرى، تعمل نماذج الذكاء الاصطناعي على تتبع استهلاك الطاقة والانبعاثات، مما يساهم في تحقيق أرامكو لأهدافها المستدامة بشكل أكثر كفاءة.
تلعب طائرات الدرون والروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في رفع معايير السلامة وكفاءة العمليات في أرامكو السعودية؛ فهذه التقنيات تُستعمل في إجراء فحوصات المواقع عن بُعد، مما يقلل الحاجة لتدخل البشر في المناطق ذات المخاطر العالية. وعن فائدة ذلك، فإن إجراء مثل هذه الفحوصات بشكلٍ متكرر ودقيق يساعد الشركة على ضمان مستويات أمان أعلى وتقليل تعطل الأعمال.
رغم أن أرامكو السعودية هي أحد الأسماء البارزة والقوى المهيمنة في قطاع النفط والغاز، إلا أنها تعمل جاهدة على تعزيز حضورها وتوسيع أنشطتها في مجال الطاقة المتجددة. ومن بين الجهود التي تبذلها الشركة في هذا المجال: الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واستكشاف مشاريع الهيدروجين النظيف، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. علاوة على ذلك، يسعى مركز الابتكارات المتقدمة (LAB7) في أرامكو السعودية لتطوير تقنيات متجددة مثل الجيل الجديد من خلايا الوقود وتخزين البطاريات، مما يُحتمل أن يحدث تغييرًا جذريًا في أسواق الطاقة العالمية ويدعم التحول نحو حلول صديقة للبيئة منخفضة الكربون.
تولي أرامكو السعودية التعاون وتبادل المعرفة أهمية كبيرة، ومن مظاهر هذا الشراكات التي تعقدها مع الجامعات، والمراكز البحثية، وشركات التكنولوجيا. أضف إلى ذلك أنّ الشركة تقوم من خلال مركز الاستكشاف وهندسة البترول والأبحاث المتقدمة (إكسبك) التابع لها بإجراء بحوث مبتكرة في مجالات مثل تكنولوجيا النانو والمواد الذكية. كما تُشجع الشركة أيضًا المواهب المحلية والبيئات الحاضنة للشركات الناشئة، مما يساهم في ازدهار القطاع التكنولوجي في السعودية ويدعم تنوع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
يتولى مركز الثورة الصناعية الرابعة بأرامكو السعودية توجيه جهود الشركة نحو ابتكار تطبيقات ذكاء اصطناعي جديدة لخدمة قطاع الطاقة. بالتعاون مع شركاء التكنولوجيا العالميين، يركز المركز جهوده على البحث في الحلول الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، القادرة على إحداث نقلة نوعية في إنتاج الطاقة، والمساهمة في التحول على الصعيد العالمي نحو تقنيات مستدامة صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون.
يُعد تحول أرامكو السعودية من الاعتماد على النفط إلى الريادة في التكنولوجيا والابتكار من الركائز الأساسية لتحقيق أهداف رؤية 2030. بفضل تبني الشركة للذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، أصبحت في موقع يسمح لها بالريادة ليس فقط في مجال الطاقة، بل أيضًا في الابتكار، مما يعزز من تنوع واستدامة الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.
إن التحول التكنولوجي لأرامكو السعودية يجسد رؤيتها المستقبلية و الطموحات الكبرى لرؤية 2030. فاليوم، تتصدر الشركة مكانة رائدةً بفضل اعتمادها على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، مما يؤهلها لتوجيه اقتصاد الابتكار في المملكة، إلى جانب مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ. في عصرٍ تحظى فيه الاستدامة والكفاءة والتحول الرقمي بأهمية كبيرة، تقدم أرامكو نموذجًا يُلهم شركات الطاقة الكبرى الأخرى؛ حيث تُبرز قدرة الشركة على الابتكار في الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي وتبني الطاقة المتجددة مثالاً على كيف يمكن للصناعات التقليدية التكيف والازدهار في عالم سريع التغير.
تعزيز ثقافة التنوع لتحقيق الابتكار والتميز في فرق تكنولوجيا المعلومات.
[ الأعمال ]
قراءة تستغرق 3 دق
تحويل إدارة البيانات والخصوصية من خلال تقنيات اللامركزية
[ العملات الرقمية / سلسلة الكتل ]
قراءة تستغرق 4 دق
مساعد الذكاء الاصطناعي