CodeXTeam X logo

أسواق الذكاء الاصطناعي اللامركزية على البلوك تشين: آفاق مستقبلية لتبادل البيانات والتعاون

تحويل إدارة البيانات والخصوصية من خلال تقنيات اللامركزية

[ العملات الرقمية / سلسلة الكتل ]

تاريخ

24 سبتمبر 2024

مدة القراءة

قراءة تستغرق 4 دق

مشاركة المنشور

التحديات التي تواجه أسواق الذكاء الاصطناعي التقليدية

مما لا شك فيه أنّ أسواق الذكاء الاصطناعي المركزية، التي تتبادل فيها الشركات والأفراد البيانات والخدمات والخوارزميات، لطالما كانت ركيزة أساسية في منظومة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تواجه هذه المنصات العديد من التحديات الرئيسية، والتي منها:

ملكية البيانات وحماية الخصوصية: في الأنظمة المركزية، يكون التحكم بالبيانات غالبًا بيد جهاتٍ مُسيطرة محدودة العدد. ولهذا، يجد المستخدمون أنفسهم مضطرين لتقديم بياناتهم دون الأخذ برأيهم بخصوص تحديد كيفية استخدامها أو الاستفادة منها ماليًا.

السيطرة الاحتكارية: تمتلك الشركات التكنولوجية الكبرى كمًا هائلاً من البيانات، مما يتيح لها تحكمًا كبيرًا في السوق. وفي المقابل، تواجه الشركات الصغيرة تحدياتٍ في الوصول إلى البيانات ذات الجودة العالية، مما يُعيق قدرتها على تدريب نماذج ذكاءٍ اصطناعي فعالة.

الافتقار إلى الشفافية: يَصعبُ التحقق من صحة البيانات ومَصدرها في الأنظمة المركزية، ويضطر المستخدمون إلى الاعتماد على المنصات التابعة لجهات خارجية للتأكد من صحتها وسلامتها وأنه لم يجري التلاعب بها.

تهديدات الأمان: تمثل قواعد البيانات المركزية أهدافًا مُغرية للهجمات السيبرانية، ويمكن أن تؤدي الاختراقات إلى تعريض المعلومات الحساسة للخطر، مما يُسبب خسائر فادحة في الخصوصية والموارد المالية.

عصر البلوك تشين: تبادل البيانات لامركزيًا

تتميز تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" بطبيعتها اللامركزية، والشَفافية، وبِكونها غير قابلة للتغيير. وعندما يتم تطبيقها في أسواق الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تعالج العديد من المشكلات التي تعاني منها النماذج التقليدية. وفي النقاط التالية توضيح أكثر لإمكانياتِها:

سيادة البيانات: في سوق الذكاء الاصطناعي اللامركزي، يبقى الأفراد متحكمين في بياناتهم؛ حيث تتيح تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" للمستخدمين إدارة الوصول إلى بياناتهم باستخدام مفاتيح التشفير (cryptographic keys) مما يُلغي الحاجة إلى وجود وسيط للوصول إليها ويضمن للمستخدمين ملكية كاملة للبيانات وقدرةً على تحديد كيفية ومتى تُستخدم بياناتهم.

تسييل البيانات (تحقيق الربح من البيانات): تتيح تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" للأفراد تحويل بياناتهم إلى رموز (Tokenization)، مما يساعد في إنشاء رابط مباشر بين مالكي البيانات والمستخدمين. وعن فائدة هذه العملية، فهي تساهم في بناء نموذج اقتصادي أكثر إنصافًا، يسمح لمزودي البيانات بالحصول على تعويضات لقاء ما يقدمونه من مساهمات. وبالنسبة للبيانات التي يتم ترميزها، يمكن مشاركتها مع مطوري الذكاء الاصطناعي الذين يمكنهم شراؤها أو استئجارها لتدريب النماذج، مما يشكل فرصة ذهبية للشركات الصغيرة التي تستطيع الاستفادة منها.

الوضوح والثقة: تُعد الشفافية من أقوى مزايا البلوك تشين، حيث تُسجل كل معاملة في دفتر سجل رقمي ثابت، مما يضمن إمكانية تتبع مصدر البيانات والتحقق منها. وهذا بالطبع يساهم في إنشاء بيئة قائمة على الثقة، يمكن لمطوري الذكاء الاصطناعي فيها التأكد من جودة ومصدر البيانات التي يستخدمونها.

الأمان: تعزز اللامركزية التي تتمتع بها تقنية البلوك تشين من قدرتها على مقاومة الهجمات السيبرانية. فعلى العكس من الأنظمة المركزية التي يمكن أن يؤدي اختراقٌ واحد فيها إلى تعريض البيانات بأكملها للخطر، تقوم الأنظمة اللامركزية بتوزيع المعلومات عبر عدة نقاط، مما يضمن حمايتها بشكلٍ أفضل، ويجعل اختراق الأنظمة أكثر صعوبة ويساعد في الحفاظ على سرية المعلومات الحساسة.

أهمية العقود الذكية في أسواق الذكاء الاصطناعي

العقود الذكية (Smart contracts) عبارةٌ عن اتفاقيات ذاتية التنفيذ، تُكتب في شفرة البلوك تشين، وتعتبر من العناصر الأساسية في أسواق الذكاء الاصطناعي اللامركزية. من أوجه أهمية هذه العقود أنها تقوم بأتمتة المعاملات وتطبيق القوانين دون الحاجة لوجود وسطاء، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لإدارة اتفاقيات مشاركة البيانات. مثلاً، يمكن لمالك البيانات أن يُحدد في العقد الذكي أن يقتصر استخدام بياناته لأغراض معينة ومن قبل نموذج ذكاء اصطناعي مُحدد، وسيتم تنفيذ العقد تلقائيًا عند استيفاء هذه الشروط.

تعتبر هذه الإجراءات هامة لدورها في تعزيز الأمان والثقة، خاصةً أنه يجري بموجبها وضع شروط تبادل البيانات مُسبقًا بالإضافة إلى تطبيقها دون الحاجة إلى تدخل أي عنصرٍ بشري. أضف إلى ذلك أنّ العقود الذكية يمكن أن تُسهل عمليات الدفع تلقائيًا عندما تكون البيانات متاحة أو قابلة للاستخدام، وهذا الأمر يساهم بدوره في جعل عملية تعويض مالكي البيانات لقاء مساهمتهم أكثر سلاسة.

التعاون العالمي بدون قيود

تدعم أسواق الذكاء الاصطناعي اللامركزية التعاون الدولي من خلال إزالة القيود الجغرافية؛ فالانتشارُ العالمي للبلوك تشين يتيح لمزودي البيانات ومطوري الذكاء الاصطناعي من مناطق متعددة في العالم التعاون بسلاسة دون التأثر بالعوائق التي يفرضها البُعد المكاني، ودون الحاجة إلى لسلطةٍ مركزية أيضًا. ويعتبر هذا الشكل من التعاون مهمًا بسبب دوره في تعزيز تنوع البيانات، والذي يعتبر ضروريًا لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر فعالية وقوة وحيادية.

على سبيل المثال، قد يعاني الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي في بعض المناطق من العالم من عدم القدرة على الوصول إلى بيانات معينة بسبب طبيعة القوانين المحلية أو محدودية البنية التحتية. وفي هذه الحالة، يكمن الحل في اللجوء إلى أحد الأسواق اللامركزية، التي يستطيعون من خلالها الوصول إلى البيانات من مناطق أخرى بشكل قانوني وآمن، مع ضمان حماية حقوق الملكية وخصوصية المستخدمين.

أمثلة معاصرة على الأسواق اللامركزية للذكاء الاصطناعي

هناك العديد من المشاريع التي تستكشف في الوقت الحالي إمكانيات الأسواق اللامركزية للذكاء الاصطناعي، التي تدمج بين قوة الذكاء الاصطناعي وتقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين"، ونذكر منها:

أوشن بروتوكول (Ocean Protocol): أوشن بروتوكول هو نظام تبادل بيانات لامركزي يتيح لمالكي البيانات مشاركة بياناتهم وتحقيق الربح منها، مع الاحتفاظ بالقدرة على التحكم بها. يتميز هذا النظام بالاعتماد على تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" لضمان تتبع مصدر البيانات والتحقق منها، مما يسمح لمطوري الذكاء الاصطناعي الوصول إلى بيانات ذات جودة عالية لاستخدامها في تدريب النماذج.

سينجلورايتي نيت (SingularityNET): هذا السوق اللامركزي للذكاء الاصطناعي يمنح مطوري الذكاء الاصطناعي الفرصة لتطوير ومشاركة خدماتهم وتحقيق الأرباح منها. وبشكلٍ عام، يعتمد سينجلورايتي نيت (SingularityNET) على تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" لتسهيل المعاملات بشكل آمن وبكل شفافية بين مزودي الخدمات والمستخدمين.

فيتش.إيه آي (Fetch.AI): تستخدم هذه المنصة اللامركزية تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" لربط أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) ووكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين، وذلك لدعم تبادل البيانات بينهم، مما يعزز التعاون بين مختلف القطاعات مع ضمان أمان ونزاهة البيانات.

مستقبل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين

مستقبل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين مرتبط ببعضه البعض؛ فَكلا التقنيتين تَتطوران بسرعة وتَدعم كل منهما الأخرى. وفي الوقت نفسه، فإن ظهور الأسواق اللامركزية للذكاء الاصطناعي يُمثل نقطة تحول في نظرتنا لمشاركة البيانات، والخصوصية، والتعاون. خاصةً أنّ هذه المنصات تتيح للأفراد التحكم في بياناتهم، وتوفر فرصًا متكافئة لمطوري الذكاء الاصطناعي، وتعزز التعاون العالمي.

رغم أن فكرة الأسواق اللامركزية للذكاء الاصطناعي ما زالت ناشئة وفي مراحلها المبكرة، إلا أنها تتمتع بقدرة هائلة على إحداث نقلة نوعية في مجال تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي. ونتيجة لاستمرار تطور تقنية البلوك تشين وازدياد عدد الأطراف التي تتبنى مبدأ اللامركزية، يمكننا أن نتوقع أن تسهم هذه الأسواق بشكل فعال في تشكيل مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى أنّ دمقرطة البيانات، أو إضفاء الطابع الديمقراطي على البيانات (Data democratization) بفضل تقنية البلوك تشين، قد يؤدي إلى تحقيق ابتكارات تفيد كافة البشرية.

اقرأ المزيد

أسواق الذكاء الاصطناعي اللامركزية على البلوك تشين: آفاق مستقبلية لتبادل البيانات والتعاون

أسواق الذكاء الاصطناعي اللامركزية على البلوك تشين: آفاق مستقبلية لتبادل البيانات والتعاون

تحويل إدارة البيانات والخصوصية من خلال تقنيات اللامركزية

[ العملات الرقمية / سلسلة الكتل ]

قراءة تستغرق 4 دق

نموذج "01" للذكاء الاصطناعي من "أوبن إيه آي": دليلك إلى كل ما تحتاج معرفته

نموذج "01" للذكاء الاصطناعي من "أوبن إيه آي": دليلك إلى كل ما تحتاج معرفته

استكشاف نموذج "01" من أوبن إيه آي: الابتكارات الرئيسية، الجوانب الأخلاقية، والتأثيرات المستقبلية في عالم الذكاء الاصطناعي

[ آخر مستجدات المجال ]

قراءة تستغرق 4 دق

من النفط إلى تكنولوجيا الطاقة: كيف تساهم أرامكو السعودية في توجيه اقتصاد البلاد نحو الابتكار

من النفط إلى تكنولوجيا الطاقة: كيف تساهم أرامكو السعودية في توجيه اقتصاد البلاد نحو الابتكار

كيف تتصدر أرامكو السعودية التحول إلى تكنولوجيات الطاقة المتطورة، والذكاء الاصطناعي، والحلول المستدامة

[ الأعمال ]

قراءة تستغرق 4 دق