توظيف يعتمد على القيم والمهارات الأساسية لتعزيز النمو والتكيف في عالم تكنولوجيا المعلومات المتغير.
[ الأعمال ]
تاريخ
18 سبتمبر 2024
مدة القراءة
قراءة تستغرق 2 دق
مشاركة المنشور
[ الأعمال ]
في عملية التوظيف، هناك نهجٌ استراتيجي يقوم على التركيز على ما هو أبعد من المتطلبات التقنية، ويشمل النظر إلى إمكانيات النمو والتكيف التي يتمتع بها المرشح للوظيفة؛ بمعنى منح الأولوية للمرشحين الذين يتمتعون بشكلٍ واضح بمجموعة من المهارات الأساسية القوية، ويُظهرون أيضًا استعدادًا للتعلم ومواكبة التطور بناءً على متطلبات الشركة. ولهذا، من الضروري أن ندرك ونتفهم أنّ عالم تكنولوجيا المعلومات يخضع للتغير بشكلٍ مستمر، وأنّ المهارات التي تكون مهمة اليوم قد تظهر الحاجة لتعزيزها أو استبدالها بأخرى في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تركز استراتيجية الاحتفاظ بالموظفين واستبقائهم على تهيئة بيئة تُشجع على التطور المهني. وذلك من منطلق أنّ تحديد المسارات المهنية الواضحة للموظفين إلى جانب فرص التعلم المستمرة، يعمل على تحفيزهم وتشجيعهم، كما يُزودهم بالقدرة على التعامل مع المتطلبات المتغيرة لوظائفهم. أيضًا، فإنّ اعتماد العمل عن بعد وما يتيحه من خيارات يمكن أن يساهم في زيادة مستوى الرضا الوظيفي لديهم، وذلك من خلال ما يوفره من مرونة وتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، الأمر الذي يحظى بأهمية كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وبالتأكيد، هناك اثنان من المعايير الأخرى التي ينبغي أن يخضعا معًا للتقييم والتطوير المستمرين، وذلك بسبب ترابطهما ودورهما المشترك في تحديد استراتيجية ناجحة للاحتفاظ بالموظفين واستبقائهم. المعيار الأول والأكثر وضوحًا هو فهم مجموعة الأجور التنافسية التي تختلف حسب المنطقة أو الوظيفة، مع مراعاة أنّ هذا الاختلاف يتطلب تركيزًا خاصًا؛ فهناك بعض المناطق التي تشهد نموًا سريعًا تعاني في الوقت نفسه من طلب مرتفعٍ على بعض الوظائف مع نقصٍ في المواهب المتاحة بسبب تأثير جهاتٍ صاحبة نفوذ على السوق وتسببها في عرقلة سيره. أما المعيار الثاني، الذي يتعرض للتجاهل غالبًا، فهو مرونة التوظيف. فلا بدّ من تَفهُم أن هناك موظفين لن يبقوا مناسبين للشركة طوال فترة حياتهم المهنية، ولهذا فإنّ معرفة الوقت المناسب للتخلي عنهم لا يقل أهمية عن معرفة كيفية الاحتفاظ بأفضل الموظفين وأكثرهم كفاءة. ومن خلال اتباع هذا النهج، تستطيع مؤسسات العمل تجديد وإعادة تنظيم فريق عملها لتحقيق التوافق مع أهدافها الاستراتيجية.
من جهةٍ أخرى، يُعد تعزيز كوادر الموظفين بالخبرات والمهارات حسب الحاجة مهارةً تتيح الاستعانة بالخبراء الخارجيين وتوظيفهم لدعم ما يتمتع به فريق المشروع من قدرات، كما أنّ هذا النهج يوفر عددًا من الفوائد التي تسهم في بناء فرقٍ قوية وفعالة في مجال تكنولوجيا المعلومات. ومن أهم هذه الفوائد فتح المجال أمام الوصول إلى المواهب العالمية، الأمر الذي يُمكن الشركات من العثور على المرشحين المثاليين للوظائف المتخصصة التي قد يكون من الصعب إيجاد الأشخاص المناسبين لها محليًا. ويعتبر هذا الشكل من المرونة أمرًا في غاية الأهمية لتسليم المشاريع في المواعيد النهائية وتعديل حجم الفرق، سواءً بزيادة الأعضاء أو تقليل عددهم، حسب المتطلبات والأعباء. علاوةً على ذلك، يمكن أن يُساهم تعزيز كوادر الموظفين حسب الحاجة في توفيرات كبيرة في التكاليف، وذلك بسبب دوره في تقليل النفقات الإضافية المتعلقة بالتوظيف الدائم، مثل المزايا والالتزامات على المدى الطويل. وأخيرًا ليس آخرًا، يمكن من خلال هذا النهج بناء فريق عمل أكثر مرونة قادر على التكيف بسرعة مع التغير في التقنيات ومتطلبات المشروع، وهذا الأمر يضمن أن يبقى الفريق في صدارة مواكبة التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات.
مع ذلك، يكمن جوهر بناء فريق عمل ناجح في عملية التوظيف المرتكزة على القيم. ويكون تحقيق هذا النهج من خلال منح الأولوية للمرشحين الذي تتوافق القيم الخاصة بهم مع قيم الشركة، مما يساهم في تهيئة بيئة عمل يسود فيها الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة التي تتظافر معًا لتحقيق النجاح الجماعي. فالأمر لا يقتصر فقط على المهارات التقنية، بل يتعلق أيضًا بالعثور على أفراد مناسبين للمهمة التي تطمح الشركة إليها، ويكونوا ملتزمين بالمساهمة في تحقيق الرؤية التي تتبناها. ومن النتائج الإيجابية الأخرى التي تتحقق من التركيز على القيم زيادة مشاركة وتفاعل الموظفين، وخفض معدل دوران الموظفين، وبناء فريق عمل أكثر تماسكًا وتفوقًا في الأداء.
رغم الميزة الاستراتيجية التي يوفرها تعزيز كوادر الموظفين بالخبرات والمهارات حسب الحاجة، والمتمثلة في بناء فرق عمل قادرة على التكيف وتتمتع بمستوىً متقدم من المهارة في مجال تكنولوجيا المعلومات، إلا أنّ تحقيق هذه الفرق للنجاح على المدى الطويل يعتمد على استراتيجية توظيفٍ واحتفاظٍ بالموظفين تكون معتمدةً بشكلٍ أساسي على القيم. وذلك لأن التركيز على القيم يُمكن الشركات من بناء أساس قوي تقوم عليه ثقافة تتسم بمستوىً عالٍ ومتطور من الأداء، وتعمل على جذب وتطوير أفضل المواهب في مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى الاحتفاظ بها.
استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة التوظيف والتوافق مع رؤية 2030 في السعودية
[ الذكاء الاصطناعي ]
قراءة تستغرق 4 دق
كيف يغير الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين قواعد الامتثال في عالم معاملات العملات الرقمية لضمان مستقبل أكثر أمنًا
[ العملات الرقمية / سلسلة الكتل ]
قراءة تستغرق 4 دق
مساعد الذكاء الاصطناعي